صديقات عمري ...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صديقات عمري ...

اهلاً ومرحباً بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أليس الله أحق بهذا ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شموخ انثى
Admin
شموخ انثى


المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 21/04/2013
العمر : 30

 أليس الله أحق بهذا ؟  Empty
مُساهمةموضوع: أليس الله أحق بهذا ؟     أليس الله أحق بهذا ؟  Emptyالأربعاء أبريل 24, 2013 10:59 pm

أليس الله أحق بهذا ؟

سألتني قائلة
حينما يُباغِتنا الشُّعور بالحزن، إلى مَن نلجأ؟
عندما يتغَلغَل بقسوته وجَفائِه إلى سُوَيداء القلب، إلى مَن نشكو؟
كانَتْ تعاني من ألمٍ مَرِير والسؤال الملحُّ يَتراقَص في نظراتها، لِمَن نَلجَأ في خِضَمِّ هذه الأمواج الهادرة بشتَّى أنواع الفِتَن؟

قلبُها الغضُّ لا شَكَّ ذاقَ مَرارة الحِرمان، وأَلِفَ البُكاء في ظُلُمات الليالي، وطَرَق أبوابًا كثيرةً كي يتخلَّص من مُعاناته، تهلَّل وجهُها ببشارات خيرٍ حينما ابتَسمَتْ قائلةً:
لقد جرَّبتُ أن أكونَ سعيدة بشتَّى الطُّرُق، وكنتُ دائمًا أَعودُ حاملةً معي عجزي عن تحقيق ذلك، ولم يُفارِقني الأمل يومًا، بل كان رفيق دَربِي، بداخلي شوقٌ عجيب كان يَسُوقُني رغمًا عنِّي إلى المُناجَاة، فأُصاب بالدَّهشة عندما أُغادِر مِحراب الصلاة والطمأنينة تغمر ذاتي، وكأنَّما اغتسلتُ بها، فما بقي عضو مِنِّي إلا هدأ واستكان.

صمتَتْ للَحظاتٍ ثم قالت: كيف تَشكُرين مَن أحسن إليك؟
همَمتُ بأنْ أُجِيب، لكنَّها استَطردَتْ قائلةً:
لا شَكَّ أنَّك ستَشعُرِين بالعجز إذا كانت عطاياه عظيمةً وجليلة ومُتجدِّدة، فكيف بِمَن وهَبَك الحياة وأعطاك الفرصةَ الحقيقيَّة لكي تكوني سعيدة؟
ألاَ تَشعُرين بالحبِّ العميق تجاهه؛ هذا الرب الكريم الذي غمرنا بالحب والحنان، وأسدَلَ سِترَه على خَفايا عيوبنا، وأظهَرَ للناس الجميل؟!
ألاَ ترَيْن يا أختاه أنَّنا نُعانِي في حياتنا فقط لأنَّنا لم نُخلِص الحبَّ لله؟
لو أنَّنا أحببنا الله صِدقًا لَهان علينا كلُّ شيء في سبيل رِضاه، سمعتُ مرَّة أنَّ فتاةً شابَّة انتحرَتْ لأنَّ الحبيب الذي علقت آمالَها عليه تزوَّج غيرَها، فما عادَتْ تحلو لها الحياة من بعده، أدركتُ حينما أنار الله بصِيرتي أنها كانَتْ حمقاء؛ إذ وهبَتْ قلبها لِمَن لا يستحقُّ، لو أنها أحبَّت الله حبًّا خالِصًا ملَك عليها جنانها لوَهَبها الله الحياة الحقيقيَّة في الدنيا والآخِرة، وكثيرٌ مثلها شتَّت ذِهنَه في مَتاهات البحث عن المحبوب؛ فأشقى القلبَ المسكينَ في طلب سَعادَةٍ وهميَّة سرعان ما تَتلاشَى وتختَفِي، مشكلتنا أنَّنا لم نَعِ بعدُ ما هو الحب؟ وكيف نكون سعداء بهذه الهبة الربانيَّة؟ كلَّما ترين وتسمَعِين عن مُعاناة المحبِّين ما هي إلا مَصايد الشيطان نصَبَها ثم أخذ يُزيِّن ويُزخرِف ويُضلِّل الناس بها، علق القلوب بحبِّ الصُّوَر الفانية، وشغَلَها عن المحبوب - سبحانه - علاَّم الغُيُوب.

شردَتْ قليلاً ثم عادت بحماسٍ تُردِّد:
مَن يستحقُّ بربِّك أنْ يملأ حبه الرُّوح والعقل والقلب والوجدان، وأن نهتف باسمه ليلاً ونهارًا، وأن نَشتاقَ إليه ونَتَسابَق إلى مَرضاته؟ أليس الله أحق بهذا وأكثر؟!

لا يحقُّ لمخلوقٍ كيفما كان أنْ يَستَأثِر بحبٍّ مثل هذا، وإلاَّ كان دمارًا وهلاكًا على صاحبه.
حياة أخرى ستَعرِفينها حين تَذُوقِين طعمَ الحبِّ الحقيقي، وسيفيض بالخير العَمِيم على كلِّ مَن أوصانا الله بالإحسان إليهم.

كان عقلي شبهَ مشدوهٍ أمامَ تَفسِيرها وما تَحمِله من مَعانٍ.
وكنتُ بحاجةٍ ماسَّة إلى أنْ أستَوعِب الكمَّ الهائل من الأفكار المتدفِّق من المعاني الجميلة والجليلة والرائعة والمخيفة، إنْ زاغَتِ الأبصار والقلوب عن مَغزاها.
شدَّتْنِي صُوَرُ الحب التي طفقت ترسمها أمامي، فينجَلِي سببُ تعبي وعدم قدرَتِي على مُواصَلة الطريق، أكان عجزًا مِنِّي أم أنَّني لم أفهم بعدُ كيف أبدأ؟ ومن أين أبدأ؟
كلَّما ازدادَتْ نشوةً وهي تستَمتِع بتربية نفسِها كبرَتْ رغبتي وشوقي للمزيد، أيقَنتُ سِرًّا بيني وبين نَفسِي أنَّني أجهَل الناس بالحب، مأساتي أنَّني أتوقَّف دائِمًا في الوسط وتفتر همَّتي، ثم تسكنني الدنيا بكلِّ ما حوَتْ من مَفاتِن، فإذا ما كلفت بحبها ووصَل ذلك إلى أعماق الرُّوح، أورثني همًّا وغَمًّا وحزنًا عميقًا، أو تكون المشكِلة كلها في عدم فهمي لمسألة الحب والبغض.

الهدوء يختَرِق جِدارَ الزمان والمكان، وكأنما كلُّ شيء خضَع وخشَع، الكون بكلِّ ذرَّاته المتحرِّكة والساكِنة يستَمِع لآياتٍ تغَلغَلتْ في كلِّ مسامات الرُّوح فاطمأنَّت وهدأَتْ وارتَوَتْ، ثم اهتزَّت ورَبَتْ، فإذا ثمار حلوة للإيمان تُجنَى وهي تتلو قوله - عز وجل -: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96].

عندما أخذت تستعرض آيات الصبر وقد خشَعتْ جَوارِحها وهامَتْ رُوحُها، بينما أرنو إليها بإعجابٍ وحُبٍّ كبير، همسَتْ لي قائلة: ألاَ ترَيْن - يا أختاه - أنَّ الصبر هو أوَّل الطريق إلى نَيْلِ أعلى مَراتِب الرضا؛ وهو حبسُ النفس عمَّا يُغضِب المولى، وإيقافها عن غَيِّها إذا ما جمح بها الهوى وكبَّلَتْها المعاصي؟

فيا بُشراكِ إنْ شملك ربي بعنايته وزيَّن حياتَك بوسام القرب؛ فنادَى: يا جبريل، إنِّي أحبُّ فلانةً، فلتشرق الدنيا أو تغرب، بعدَها ما همك منها أنْ تذهب صُرُوف لياليها، وتنصَرِم أيَّامها، وتنفلت من بين يديك متعها وملذَّاتها الفانِيَة إنْ كنت ممَّن أحبَّ الجليل.
فإذا الربُّ الرحيم راضٍ عنك، تتنقَّلين بين طاعةٍ وأخرى، تستَنِير الرُّوح حينها من فيض النّور الرباني، فأي عطاء أجزل من هذا العَطاء الكريم؟


((اللهم ارزقني حُبَّك وحُبَّ مَن ينفَعُنِي حُبُّه عندَك، اللهم ما رزقتَنِي ممَّا أُحِبُ فاجعَلْه قوَّةً لي فيما تحبُّ، اللهم ما زَويتَ عنِّي ممَّا أُحبُّ فاجعله فَراغًا لي فيما تحبُّ)).


همسة حب:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال: إنِّي أحبُّ فُلانًا فأحبَّه - قال: - فيحبه جبريل، ثم يُنادِي في السماء فيقول: إنَّ الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيُحِبه أهلُ السماء - قال: - ثم يُوضَع له القبولُ في الأرض، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فيقول: إني أبغضُ فلانًا فأبغِضه - قال: - فيُبغِضه جبريل، ثم يُنادِي في أهل السماء: إنَّ الله يُبغِض فلانًا فأَبغِضوه - قال: - فيُبغِضونه، ثم تُوضَع له البَغضاء في الأرض))؛ رواه البخاري ومسلم.

عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يَرفَعه إلي الربِّ - عزَّ وجلَّ - قال: ((حقَّت محبتي للمتحابين في، وحقَّت محبَّتي للمُتزاوِرين في، وحقَّت محبَّتي للمُتَباذلين في، وحقَّت محبَّتي للمُتواصِلين في)). وأخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح.


دمتم برعاية الرحمن وحفظه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://xxvv.forumarabia.com
 
أليس الله أحق بهذا ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلام الله
» الله غايتنا
» اتبع من يخوفك من الله
» واشوقاه لدمعه من خشية الله
» اعط الله مَايُحب يُعطيك مَاتحبُ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صديقات عمري ... :: قسم الاسلاميات-
انتقل الى: